فصل: (سورة الرعد: الآيات 40- 41)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الرعد: آية 35]

{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ (35)}

.الإعراب:

{مثل} مبتدأ مرفوع {الجنّة} مضاف إليه مجرور.. والخبر محذوف تقديره كائن في ما نقصّه أو نتلوه {الّتي} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للجنّة {وعد} فعل ماض مبنيّ للمجهول {المتّقون} نائب الفاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو، والعائد محذوف أي وعد بها {تجري} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء {من تحتها} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تجري}.. وها ضمير مضاف إليه مجرور {الأنهار} فاعل مرفوع {أكلها} مبتدأ مرفوع.. وها مثل الأخير {دائم} خبر مرفوع الواو عاطفة {ظلّها} معطوف على أكلها، {تلك} اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين.. واللام للبعد، والكاف للخطاب، والإشارة إلى الجنّة {عقبى} خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف {الذين} موصول في محلّ جرّ مضاف إليه {اتّقوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل الواو عاطفة {عقبى} مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع كالأول {الكافرين} مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الياء {النار} خبر مرفوع.
جملة: {مثل الجنّة...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {وعد المتّقون...} لا محلّ لها صلة الموصول {التي}.
وجملة: {تجري.. الأنهار...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {أكلها دائم...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {تلك عقبى...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اتّقوا...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {عقبى الكافرين النار...} لا محلّ لها معطوفة على جملة تلك عقبى..

.الصرف:

{دائم}، اسم فاعل من دام الثلاثيّ، وزنه فاعل، وفيه قلب حرف العلّة همزة لأن فعله معتلّ أجوف أصله دوام- الألف أصلها واو، مضارعه يدوم-.

.[سورة الرعد: آية 36]

{وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ (36)}

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {الّذين} موصول في محلّ رفع مبتدأ {آتيناهم} فعل ماض مبنيّ على السكون.. ونا فاعل، وهم ضمير مفعول به {الكتاب} مفعول به ثان منصوب {يفرحون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل الباء حرف جرّ ما اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ {يفرحون}، {أنزل} فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد {إلى} حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {أنزل}، الواو عاطفة {من الأحزاب} جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم {من} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر {ينكر} مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد {بعضه} مفعول به منصوب.. والهاء مضاف إليه {قل} فعل أمر، والفاعل أنت {إنّما} كافّة ومكفوفة {أمرت} مثل أنزل.. والتاء نائب الفاعل {أن} حرف مصدريّ {أعبد} مضارع منصوب، والفاعل أنا {اللّه} لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة لا نافية {أشرك} مثل أعبد ومعطوف عليه الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {أشرك}.
والمصدر المؤوّل: {أن أعبد..} في محلّ نصب مفعول به عامله أمرت.
{إليه} مثل به متعلّق بـ {أدعو} وهو مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو الواو عاطفة {إليه} مثل به متعلّق بخبر مقدّم {مآب} مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. والياء المحذوفة ضمير مضاف إليه.
جملة: {الذين آتيناهم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آتيناهم...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {يفرحون...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.
وجملة: {أنزل إليك...} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {من الأحزاب من ينكر...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {ينكر...} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أمرت...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أعبد...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {لا أشرك...} لا محلّ لها معطوفة على جملة أعبد.
وجملة: {أدعو...} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {إليه مآب...} لا محلّ لها معطوفة على جملة إليه أدعو.

.[سورة الرعد: آية 37]

{وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ (37)}

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {كذلك أنزلناه} مثل كذلك أرسلناك، {حكما} حال منصوبة من الضمير الغائب أي حاكما {عربيّا} نعت لـ {حكما} منصوب، الواو استئنافيّة، اللام موطّئة للقسم إن حرف شرط جازم {اتّبعت} فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. والتاء فاعل {أهواءهم} مفعول به منصوب.. وهم ضمير مضاف إليه {بعد} ظرف زمان منصوب متعلّق بـ {اتّبعت}، {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه {جاءك} فعل ماض.. والكاف مفعول به، والفاعل هو وهو العائد {من العلم} جارّ ومجرور حال من العائد {مالك... ولا واق} مرّ إعراب نظيرها، و{لا} زائدة لتأكيد النفي {واق} معطوف على وليّ يأخذ إعرابه.
جملة: {أنزلناه...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إن اتّبعت...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {جاءك من العلم...} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {ما لك.. من وليّ} لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.

.الفوائد:

- يتساءل المعرب: لماذا لم تقترن جملة: {ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ} بالفاء؟ والجواب على ذلك: أنه قد اجتمع في الآية قسم وشرط، وقد تقدم القسم على الشرط، فجاء الجواب للمتقدم وأما جواب الشرط، فقد دلّ عليه جواب القسم، وجواب القسم لا يقتضي لزوم ارتباطه بالفاء. فعد إلى هذا البحث في مظانه فقد أوليناه حقه هناك.

.[سورة الرعد: آية 38]

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجًا وَذُرِّيَّةً وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ (38)}

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر {قد} حرف تحقيق {أرسلنا} فعل ماض وفاعله {رسلا} مفعول به منصوب {من قبلك} جارّ ومجرور متعلّق بـ {أرسلنا}، والكاف مضاف إليه الواو عاطفة {جعلنا} مثل أرسلنا اللام حرف جرّ وهم ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {جعلنا}، {أزواجا} مفعول به منصوب {ذرّيّة} معطوف على {أزواجا} بالواو منصوب {الواو} عاطفة ما نافية {كان} فعل ماض ناقص- ناسخ- {لرسول} جارّ ومجرور خبر كان {أن يأتي} مثل أن أعبد، {بآية} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يأتي}، {إلّا} استثناء {بإذن} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مستثنى من أعمّ الأحوال {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل: {أن يأتي..} في محلّ رفع اسم كان.
{لكلّ} جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم {أجل} مضاف إليه مجرور {كتاب} مبتدأ مؤخّر مرفوع.
جملة: {أرسلنا رسلا...} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: {جعلنا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: {ما كان لرسول...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: {لكلّ أجل كتاب...} لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف بيانيّ.

.[سورة الرعد: آية 39]

{يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (39)}

.الإعراب:

{يمحو} مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {يشاء} مضارع مرفوع، والفاعل هو الواو عاطفة {يثبت} مثل يشاء الواو عاطفة {عنده} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم..
والهاء مضاف إليه {أمّ} مبتدأ مؤخّر مرفوع {الكتاب} مضاف إليه.
جملة: {يمحو اللّه...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يشاء...} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {يثبت...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {عنده أمّ الكتاب...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

.البلاغة:

- فن الاستخدام: في قوله تعالى: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ} وهذا الفن هو فن رفيع من فنون البلاغة، أطلق عليه علماء هذا الفن اسم فن الاستخدام، وعرفوه بتعريفات لا تخلو من غموض. فأما تعريفه كما أورده ابن أبي الإصبع وابن منقذ وصاحب نهاية الأرب فهو: أن يأتي المتكلم بلفظة لها محملان، ثم يأتي بلفظتين تتوسط تلك اللفظة بينهما وتستخدم كل لفظة منهما أحد محملي اللفظة المتوسطة، ففي الآية المذكورة لفظة {كتاب} تحتمل الأمد المحتوم، بدليل قوله تعالى: {حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ} أي أمده، أي أمد العدة، وأجله منتهاه، والكتاب المكتوب، وقد توسطت لفظة كتاب بين لفظتي: {أجل} و: {يمحو}، فاستخدمت لفظة أجل أحد مفهوميها وهو الأمد، واستخدمت لفظة يمحو مفهومها الآخر وهو المكتوب، فيكون التقدير على ذلك: لكل حد مؤقت مكتوب يمحى ويثبت.

.الفوائد:

- نزلت هذه الآية ردا على الذين استنكروا النسخ من المشركين، واتخذوه وسيلة للطعن بالقرآن والتشهير بالرسول صلى الله عليه وسلم وقد فند مزاعمهم مبينا أن التغيير كما يقول الفقهاء يحصل بالفروع التي لا ينكر تغير أحكامها بتغير الزمان والمكان.
فهي تدور في فلك المنفعة العامة ومصالح الناس.
وأما المقاصد الثابتة، والمبادئ العامة، فهي الباقية الخالدة التي لا ينالها تبديل أو تغيير، وهي المشار إليها بـ: {أم الكتاب}. فتأمل فقه هذا الدين، عصمنا الله وإياكم من الزلل والأوهام.

.[سورة الرعد: الآيات 40- 41]

{وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ (40) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ (41)}

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {إن} حرف شرط جازم أدغم مع ما و{ما} زائدة {نرينّ} مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والنون للتوكيد والكاف ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم {بعض} مفعول به ثان منصوب {الذي} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه {نعدهم} مضارع مرفوع.. و{هم} ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم {أو} حرف عطف {نتوفّينّك} مثل نرينّك ومعطوف عليه الفاء تعليليّة {إنّما} كافّة ومكفوفة {على} حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم {البلاغ} مبتدأ مؤخّر مرفوع الواو عاطفة {علينا الحساب} مثل عليك البلاغ.
جملة: {نرينّك...} لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره فذلك شافيك.
وجملة: {نعدهم...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {نتوفّينّك...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره فلا لوم عليك.
وجملة: {عليك البلاغ...} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {علينا الحساب...} لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الواو عاطفة {لم} حرف نفي وجزم {يروا} مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل {أنّا} حرف توكيد ونصب.. ونا اسم أن {نأتي} مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل نحن للتعظيم {الأرض} مفعول به منصوب {ننقصها} مثل نأتي.. وها مفعول به {من أطرافها} جارّ ومجرور متعلّق بـ {ننقصها}، وها ضمير مضاف إليه الواو استئنافيّة {اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {يحكم} مضارع مرفوع، والفاعل هو {لا} نافية للجنس {معقّب} اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب {لحكمه} جارّ ومجرور متعلّق بخبر لا..
والهاء مضاف إليه الواو عاطفة {هو} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {سريع} خبر مرفوع {الحساب} مضاف إليه مجرور.
وجملة: {لم يروا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة نرينّك.
وجملة: {نأتي...} في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل: {أنّا نأتي..} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.
وجملة: {ننقصها...} في محلّ نصب حال من فاعل نأتي، أو من مفعوله.
وجملة: {اللّه يحكم...} لا محلّ لها استئنافيّة فيها حكم التعليل.
وجملة: {يحكم...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {اللّه}.
وجملة: {لا معقّب لحكمه...} في محلّ نصب حال أي نافذا حكمه.
وجملة: {هو سريع...} لا محلّ لها معطوفة على جملة اللّه يحكم.

.الصرف:

{معقّب}، اسم فاعل من الرباعيّ عقّب، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.

.البلاغة:

- الالتفات: في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} التفات من المتكلم إلى الغيبة، وبناء الحكم على الاسم الجليل من الدلالة على الفخامة، وتربية المهابة، وتحقيق مضمون الخبر، بالإشارة إلى العلة التي هي السبب في إتيان الأرض وانتقاص أطرافها، ونقل السيطرة من الظالمين بالأمس إلى المظلومين، ومن الغالبين بالأمس إلى المغلوبين، وهذه الفخيمة لا تتأتى إلّا بإيراد الكلام في معرض الغيبة.